العروض
======
علم من علوم العربية يعرف به صحيح الشعر من فاسده او مكسوره
ومايعتريه من علة وزحاف وهو المقياس الفني الذي تعرض عليه الابيات الشعرية للتأكد من صحو وزنه.
واضعه:
الخليل بن احمد الفراهيدي احد ائمة اللغة والنحو والأدب واستاذ سبيويه وهو اول من استخرج علم العروض وضبط اللغة واحصى اشعار العرب .
سبب تسميته:
اختلف العرضيون في اشتقاق الاسم فقيل سمي بذلك لاكتشاف الخليل اياه اثناء اقامته بمكة تبركا بها أو توسعا من عروض الشطر الأول أو لان الشعر يعرض عليه.
مدى الحاجة اليه:
بعد ان كلت الهمم ونضبت القرائح وكادت الفطرة تخون صاحبها اصبح متوجباً على الشعراء والمشتغلين بالادب الألمام بالعروض وقواعده ليكونوا في مأمن من الخطأ في نظم اشعارهم فلايأتون بأوزان لاتتفق مع اوزان الشعر العربي ولمعرفة مواطن الأخطاء من حيث الوزن في النصوص الشعرية.
اوزان الشعر أوزان الشعر ستة عشر وزناً وضع منها الخليل ابن احمد الفراهيدي خمسة عشر , ووضع تلميذه الأخفش ابو الحسن سعيد ابن مسعده وزنا واحدا اسماه المتدارك او المحدث .
التفاعيل
تتألف البحور من تفاعيل ماخوذة من حروف (لمعت سيوفنا) والتفاعيل من الأسباب والأوتاد والفواصل.
1- الأسباب: هو حرفان فان كان الاول متحركا والثاني ساكناً فهو السبب الخفيف مثل : إن , لَن , لو , لم , . وان كانا متحركين كان السبب الثقيل : مثل : لَكَ, مَع, بك.
2- الأوتاد جمع وتد وهو في اللغة جمع وتد الخشبة التي تغرز في الارض واصطلاحا هو ثلاثة احرف فإن كان الأول والثاني متحركيم والثالث ساكناً فهو الوتد المجموع وان سكن الثاني دونهما فهو الوتد المفروق .
3- الفواصل : جمع فاصلة وهو حروف متحركة يليها ساكن فان كانت المتحركة ثلاثة حروف فهو الفاصلة الصغرى وان كانت اربعة فالفاصلة الكبرى .
وقد جمعت الاسباب والأوتاد والفواصل في قولهم
لم أر على ظهر جبل سمكه
لم ... سبب خفيف
أر...سبب ثقيل
على ...وتد مجموع
ظهر...وتد مفروق
جبل...فاصلة صغرى
سمكة...فاصلة كبرى
وتفاعيل البحرو عشرة وهي قسمان :
1- اصول : وهي مابدئت بوتد وهي فعولن –مفاعيلن—مفاعلتن—فاع لاتن
2- الفروع : مابدئت بسبب وهي : فاعلن – مستفعلن—فاعلاتن – متفاعلن – مفعولاتن – مستفع لن
وينقسم بيت الشعر الى مصراعين اوشطرين : صدر ... وعجز .
وآخر تفعيلة في الصدر تسمى بالعروض وآخر تفعيلة في العجز تسمى ضرباً وباقي التفعيلات تسمى حشواً.
التقطيع
التقطيع في اللغة هو التجزئة واصطلاحاً تقسيم البيت الى اجزاء بمقدار تفعيلة من التفاعيل المصطلح عليها على ان يراعى في التقسيم عند التقطيع مايلي:
1- اعتبار الحرف المشدد حرفين الاول ساكن والثاني متحرك
2- اعتبار الحرف المنون حرفين الاول متحرك والثاني نون ساكنه
3- مقابلة الحرف المتحرك في البيت بالحرف المتحرك في التفعيلة في الميزان والساكن بالساكن .
4- اشباع حركة القافية وذلك برسم الحرف المناسب للحركة فإن كانت مكسورة اضفنا ياء, وان كانت مضمومه اصفنا واو , وان كانت مفتوحة اضفنا الفاً.
5- اشباع حركة الضمير مثل له تكتب : لهـو .
6- ماينطق يكتب عروضياً وما لاينطق لايكتب ولذلك فإن الفات الوصل في مثل الرجل والرحمن لاتعتبر في الوزن العروضي وان كانت تكتب .
نموذج للتقطيع والكتابة العروضية :
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلاً**ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ستبدي-لكل أييا-مماكن-تجاهلن**ويأتيـ -كبلأخبا- رمن لم-تزوودي
فعولن-مفاعيلن-فعولن-مفاعلن**فعولن-مفاعيلن-فعولن-مفاعلن
الاصطلاحات العروضية:
الحركة ويرمز لها بالرمز : ( - أو / )
السكون ويرمز لها بالرمز : ( . أو ه )
السبب ويرمز له بالرمز : ( ـ. أو / ه )
الوتد ويرمز له بالرمز : ( --. أو // ه )
الفاصلة ويرمز لها بالرمز : ( ---. أو / / / ه )
مثال على ذلك :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل**بسقط اللوى بين الدخول فحومل
--.--. --.-.
//ه//ه //ه/ه
البيت التام :
هو الذي لم يصبه جزء ولاشطر ونهك بل جاء تاما مع شيء من التحوير احيانا كإصابة العروض او الضرب او كليهما بعلة من العلل وهو في هذه الحالة الاخيرة يعرف بالوافي .
البيت المجزوء:
هو البيت الذي حذفت منه تفعيلة من آخر كل شطر أي جرى اسقاط العروض والضرب منه.
البيت المشطور :
اسقاط شطر باكمله من البيت واعتبار الشطر الباقي بيتا كاملاً.
البيت المنهوك:
اسقاط ثلثي البيت والاكتفاء بالثلث الباقي كبيت مستقل.
التغييرات التي تطرأ على التفاعيل
التغيير الذي يعتري التفاعيل نوعان:
1- الزحاف: تغيير مختص بثواني الاسباب مطلقاً بلالزوم فلا يدخل الاوتاد واذا دخل في بيت من القصيدة لايلزم ان يدخل في كل بيت منها .
2- العلة : تغيير غير مختص بالاسباب اذا عرض لزم ولايكون الا في العروض والضرب.
الزحاف
اولاً : الزحاف المفرد :
انواعه ثمانية :
1- الاضمار : هو اسكان الحرف الثاني المتحرك من التفعيلة كإسكان التاء في متفاعلن في البحر الكامل وينقل الى مستفعلن.
2- الخبن : حذف الثاني الساكن من التفعيلة كحذف الالف في فاعلن في البحر المديد والبسيط والمتدارك فتصير فعلن وغيرها..
3- الوقص : حذف الحرف الثاني المتحرك من التفعيلة كحذف التاء من متفاعلن فتصير بضم الميم وينقل اليها بفتحها.
4- الطي : حذف الرابع الساكن من التفعيلة كحذف الفاء من مستفعلن في البسيط والرجز والسريع والمنسرح والمقتضب فيصير مستعلن وينقل الى مفتعلن .وحذف الواو من مفعولات فيصير مفعلات في السريع والمنسرح والمقتضب وتنقل الى فاعلات.
5- العصب : اسكان الحرف الخامس المتحرك من التفعيلة كإسكان اللام من مفاعلتن في الوافر فيصير مفاعلتن بإسكان اللام وينقل الى مفاعيلن.
6- القبض : حذف الحرف الخامس الساكن من التفعيلة كحذف النون من فعولن في الطويل والمتقارب فيصير فعول وحذف الياء من مفاعيلن في الطويل والهزج والمضارع فيصبح مفاعلن .
7- العقل : حذف الحرف الخامس المتحرك من التفعيلة كحذف اللام من مفاعلتن في الوافر فيصير مفاعتن وينقل الى مفاعلن .
8- الكف : حذف السابع الساكن من التفعيلة كحذف النون من مفاعيلن في الطويل والهزج والمضارع فيصير مفاعيل ....
ثانياً: الزحاف المزدوج:
انواع الزحاف المزدوج اربعة:
1- الخبل : اجتماع الخبن والطي في تفعيلة واحده
2- الخزل : اجتماع الطي والاضمار في تفعيلة واحده.
3- الشكل: اجتماع الخبن والكف في تفعيلة واحده
4- النقص : اجتماع الكف والعصب في تفعيلة واحده.
العلة
اولاً : العلة بالزيادة :
وهي ثلاثة انواع:
1- الترفيل : زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع كزيادة تن على متفاعلن في الكامل فتصير متفاعلن تن وينقل الى متفاعلاتن.
2- التذييل: زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع كزيادة النون الساكنه على مستفعلن في البسيط وينقل الى مستفعلان.
3- التسبيغ : زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف كزيادة النون الساكنه على فاعلاتن وتنقل الى فاعلاتان.
ثانياً العلة بالحذف :
وهي تسعة انواع:
1- الحذذ : حذف الوتد المجموع من آخر التفعيلة .
2- الصلم : حذف الوتد المفروق من آخر التفعيلة .
3- الحذف : اسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة .
4- القطف : اجتماع الحذف مع العصب .
5- البتر : اجتماع القطف مع الحذف.
6- الكسف : حذف السابع المتحرك .
7- القصر : حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التفعيلة واسكان ماقبله .
8- القطع : حذف ساكن الوتد المجموع واسكان ماقبله من آخر التفعيلة .
9- الوقف : اسكان السابع المتحرك .
البحور الستة عشر:
يضم الشعر العربي 36 عرضاً و66 ضرباً في 16 بحراً
1- البحر الطويل:
سمي بذلك لأنه أتم البحور استعمالاً لانه لايأتي الا تاماً
اجزاؤه ثمانية :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن**فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
له عروض واحده
وثلاث اضرب الضرب الاول صحيح والثاني مقبوض والثالث محذوف
2- البحر المديد:
سمي بذلك لامتداد سببين في طرفي كل جزء من اجزائه , وقيل لامتداد الوتد المجموع في وسط اجزائه
اجزاؤه:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن**فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعل
له ثلاث اعاريص وستة اضرب
3- البحر البسيط :
سمي بذلك لانبساط اسبابه وتواليها في اوائل اجزائه السباعية
اجزاؤه ثمانيه:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن** مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعل
له ثلاث اعاريض وستة اضرب
4- البحر الوافر:
سمي وافراً لوفور أوتاده وقيل لوفور حركاته لانه ليس في اجزاء البحور المختلفة حركات اكثر مما في اجزائه.
اجزاؤه سته:
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن** مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
له عروضان وثلاث اضرب
5- البحر الكامل:
سمي بذلك لكماله في الحركات وقيل لأن اضربه اكثر من اضرب سائر البحور.
اجزاؤه ستة:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن** متفاعلن متفاعلن متفاعلن
له ثلاث أعاريض وتسعة اضرب.
6- البحر الهزج:
سمي بذلك لان الهزج ضرب من الاغاني وفيه ترنم والعرب كثيراً ماتهزج أي تغني.
اجزاؤه :
مفاعيلن مفاعيل مفاعيل** مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
له عروض واحده صحيحه وضربان
7- البحر الرجز:
سمي بذلك لاظطرابه والعرب تسمي الناقة التي يرتعش فخذها رجزاء. وهو اكثر البحور تغيراً لايثبت على حال.
اجزاؤه ستة:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن** مستفعلن مستفعلن مستفعلن
اعاريضه اربع واضربه خمسه.
8- البحر الرمل:
سمي بذلك لسرعة النطق به لتتابع فاعلاتن فيه لان الرمل لغة يطلق على الاسراع في المشي.
اجزاؤه ستة:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن** فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
له عروضان وسته اضرب.
9- البحر السريع :سمي بذلك لسرعة النطق به
اجزاؤه ستة :
مستفعلن مستفعلن فاعلن** مستفعلن مستفعلن فاعلن
اعاريضه اربع واضربه ستة.
10- البحر المنسرح:
سمي بذلك لانسراحه أي سهولته على اللسان.
اجزاؤه ستة:
مستفعلن مفعولات مستفعلن** مستفعلن مفعولات مستفعل
اعاريضه ثلاث وثلاث اضرب.
11- البحر الخفيف
سمي بذلك لأنه اخف السباعيات.
اجزاؤه ستة:
فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن** فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
ويستعمل تاماً وجزوءاً.اعاريضه ثلاث واضربه خمس.
12البحر المضارع:
سمي بذلك لمشابهته الخفيف وقيل لمشابهته الهزج.
اجزاؤه اربعه واصله سته:
مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن** مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن
ولايستخدم الا مجزوءاً.له عروض واحده صحيحه.وضربها مثلها.
12- البحر المقتضب:
سمي بذلك لأنه اقتضب من الشعر واقتطع منه.
اجزاؤه اربعة واصله ستة:
مفعولاتن مستفعلن مستفعلن** مفعولاتن مستفعلن مستفعلن
له عروض واحده مطويه وضربها مثلها.
13- البحر المجتث:
سمي بذلك لأنه اقتطع من بحر الخفيف.
اجزاؤه اربعة واصله ستة:
مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن** مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن
له عروض واحده صحيحه وضربها مثلها.
14 البحر المتقارب :
سمي بذلك لتقارب اجزائه أي تماثلها.
اجزاؤه ثمانية :
فعولن فعولن فعولن فعولن** فعولن فعولن فعولن فعولن
له عروضان وستة اضرب.
16- البحر المتدارك:
سمي بذلك لأنه تدارك المتقارب والتحق به.
اجزاءوه:
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن **فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
له عروضان واربعة اضرب.
شعر التفعيلة
• بدلا من أسلوب الشطرين ، يعتمد أسلوب الشطر الواحد
• يستند الى تفعيلة صافية ولا يلجأ الى التفعيلتين المركبتين , فمثلا لا يلجأ الى (متسفعلن فاعلاتن ) ولكن ( مستفعلن ) وحدها أو ( فاعلاتن ) وحدها وهكذا
• بعتمد كافة الزحافات الواردة فى قواعد الخليل بن أحمد
• بالنسبة للعلل , وهى تغييرات تصيب التفعيلة الأخيرة من البيت يعتمدها شعر التفعيلة مع اختلاف اساسي .. اولا هو يسميها ( بحسب نازك الملائكة ) شكلا .. فمثلا ( متفاعلن ) لها اكثر من شكل : متفاعلان – متفاعلاتن – فعلن .. وهو ينهى البيت ( السطر الشعري ) بأي شكل من هذه الأشكال ويستخدم فى القصيدة الواحدة جميع الأشكال , فى حين يلتزم الشعر العمودى بشكل واحد فى كل القصيدة
• التدوير فى الشعر العمودي ، معناه ان الشطر الأول ينتهى بجزء من كلمة ، ويكمل الكلمة فى الشطر الثانى ... اما شعر التفعيلة فمصطلح التدوير ، يعنى شيئا مختلفا تماما ، فالمفروض ان البيت ينتهى بشكل من أشكال التفعيلة ، فإذا انتهى بالتفعيلة الأصلية لايصبح بيتا مستقلا ، وانما يجرى ( تدويره ) مع السطر التالى ، ومن هنا ممكن ان تجد بيتا واحدا بستمر لعدة أسطر . وهناك من الشعراء من يبالغ فى ذلك بحيث تتكون القصيدة كلها من بيت واحد أو بيتين ! وعموما المبالغة ممقوتة دوما, ويفضل اللجوى الى التسكين لإنهاء البيت خاصة اذا كان يشمل دفقة شعورية واحدة..
مثال
كأنك تلهو
كأنك لا تمتطيك العصورُ , ولا تحتويك الدهورْ
اذا فرضنا اننا سكنا (العصور ) فان فعولن تتحول الى ععولْ , وبالتالى تصبح ( شكلا ) ولا بد من ان يبدأ البيت التالى فى سطر جديد
كأنك تلهو
كأنك لاتمتطيك العصورْ
ولاتحتويك الدهورْ
ويفضل فى حالة تدوير البيت اي اذا تجاوز السطر طولا , ان يضع الشاعر اي علامة تفيد القارئ بأن البيت مستمر , نظرا لضعف القراء هذه الأيام , وعدم درايتهم الموسيقية . ولكى نظل الموسيقى فى أذهانهم ، ولا تختلط مع النثر .
مثال
كأنك تلهو .. كأنك لا تمتطيك العصورُ , ولا تحتويك
/ الدهورْ
نلاحظ ان ( كأنك تلهو ) تنتهى بتفعيلة أصلية ( فعلن ) ولذلك فهى مدورة مع ( كأنك لا تمتطيك العصور ) فاذا اراد الشاعر ان يضعها فى سطر بمفردها على اعتبار انها تمثل بداية تنبيهية ، فيفضل تنبيه القارئ بوضع العلامة التى يعتمدها الشاعر لنفسه , والتى سيفهمها القارئ بسهولة
كأنك تلهو
/كأنك لا تمتطيك العصورُ
/ولا تحتويك الدهورْ
أنا عن نفسى استخدم فى دواوينى النقاط الثلاث
كأنك تلهو
... كأنك لا تمتطيك العصورُ
... ولا تحتويك الدهورْ
• تفعيلة الخبب ، تفعيلة خاصة بشعر التفعيلة ، لقد كتب منها القيروانى وأحمد شوقى ( ياليل الصب ، ومضناك جفاه ) وغيرهما من الشعراء كاسماعيل صبرى وغيره , ولكنهم كتبوها على انها من بحر المتدارك ( فاعلن ) وقد جرى حذف الثانى الساكن منها لتصبح (فعلن ) .. اما شعر التفعيلة فهو يعتمدها كتفعيلة مستقلة ، ويجرى عليها تغييرا غير موجود فى قواعد الخليل ، حيث يحرك النون الأخيرة لينتج تفعيلة فريدة من نوعها يمكن ان نسميها ( فعلت ) ومعلوم ان قواعد الخليل تجيز تسكين المتحرك , ولكنها لا تجيز تحريك الساكن نهائيا
امثلة
يقول محمد ابراهيم ابو سنة
نفس الليل المعشوشب
بالنجمات
وُلد غلام بالأمس لجارتنا
لكن غلاما آخر مات
البيت الثالث كما تلاحظ يبدأ بالتفعيلة ذات الأربع حركات ( وُلد غـ )
وفى قصيدة مذكرات من رجل مجهول ، يقول صلاح عبد الصبور:
وتمسينا فى الحانات
ودفعنا أجرة رشوتنا ، ثمن فطانتنا الصفراء
بين ضجيج الكاسات
تجد فى البيت الثانى التفعيلة ذات الأربع حركات ( ثمن فـ )
وهكذا
• من قواعد الكتابة التى يتجاهلها الكثير من الشعراء بكل أسف , ضرورة أن يببدأ السطر بتفعيلة اصلية , وليس بجزء من التفعيلة , وبالتالى من الخطأ رص العبارات على الأسطر بعد تقسيمها تقسيما عشوائيا كما يفعل كتاب النثر ( الشعر المنثور ) . وأنا شخصيا قرأت لشاعر قصيدة وضع فيها حرف ( الواو ) فى سطر منفصل , وهذا عبث مرفوض .
مثال
يختنق الدرب
بأشباح الموتى
هذه طبعا تفعيلة الخبب ( فعلن ) والسطر الثانى بهذا المنظر مكسور , لأنه مستند الى حرف الباء الأخير من السطر الأول ليكتمل
يختنق الدرب بأشباح الموتى
وبالنسبة للقارئ العادي , فقد تساوى بالنسبة له الشعر مع النثر , لأن الجميع يكتبون بهذا الشكل , ومع الوقت تفقد اذناه الشعور بالموسيقى , فما بالنا وقد رصدت نازك الملائكة لشاعر عمودي يكتب ينفس الأسلوب وتخيلوا معى :
قفا نبك من
ذكرى
حبيب ومنزلِ
طبعا يكون كل شئ قد انتهى , وتغرق لغتنا العربية – لا قدر الله - فى لجّة المجهول